رمضانيات فلسطين

بطاقات  رمضانية

مواقع رمضانية

 

 

 

 

الفلسطينيون يفطرون على مدافع الصهاينة وطائراتهم!

 

غيّرت انتفاضة الأقصى من عادات الفلسطينيين في شهر رمضان الذي يحل على العالم الإسلامي الإثنين (27-11-2000). وعندما يحين موعد أذان مغرب اليوم الأول من رمضان سيضطر الفلسطينيون للإفطار على أصوات فرقعة مدافع الصهاينة وقذائف وصواريخ طائراتهم، وليس على مدفع الإفطار كما يفطر المسلمون في بلدان إسلامية أخرى.

فقد اتشح رمضان هذا العام بالسواد، وبعد أن اعتاد الفلسطينيون -رغم أجواء الاحتلال الصعبة- الالتزام بمظاهر قلما خلت منها مدينة فلسطينية كانت تبدأ قبيل أيام معدودة من الشهر الفضيل، حيث ترتاد العائلات الفلسطينية الأسواق لتشتري مما يعرضه تجارها من منتجات وبضائع لا يتوفر مثيلها من حيث التنوع والكثرة والتميز في بقية الأشهر.. اختلف الأمر هذا العام؛ فمظاهر الشلل بدت سمة عامة وغالبة على كل المدن الفلسطينية التي تخلو شوارعها تقريبا من المارة إلا من اضطرته ظروف العمل إلى الخروج، ولم تعد الأسواق كما هي، ولم تعد ابتسامة الصغير قبل الكبير تعلو الوجوه كالسابق.

واقع جديد ألمّ بالفلسطينيين لم يذوقوا مرارته من قبل مع أنهم هم أنفسهم من عاش الانتفاضة لمدة سنوات سبع ماضية، لكنها لم تكن بهذه الشدة وتسارع الألم والفجيعة، فهم يستقبلون شهر رمضان المبارك هذا العام وهم يعيشون أجواء لم يعتادوا على وجودها في هذا الشهر الفضيل.

ولم يخف المواطنون قلقهم حيال الأوضاع التي يمرون بها، وتأثيراتها السلبية على أداء العبادات التي اعتادوا على أدائها كل عام في الشهر المبارك.

ويأتي شهر رمضان متميزاً عن غيره؛ لأنه يأتي في ظروف القصف اليومي والحصار الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية، وذلك يفرض على الفلسطينيين أوضاعاً جديدة، خاصة وأنهم سيستمعون هذا العام لأصوات مدافع الرشاشات بدل مدفع رمضان.

كما أن السوق المحلية تعاني من نقص في المواد الغذائية ومن ضعف القوة الشرائية لدى المواطنين جراء البطالة التي تعاني منها سوق العمالة المحلية والتي وصلت إلى أقصى حدها.

وقد شددت مديرية التموين في المدن الفلسطينية على ضرورة التقيد بالأسعار المعلنة من قِبل اللجنة، وأنها تقوم بشكل دوري ومستمر بمتابعة أسواق المدينة والتأكد من عدم وجود أي نقص في المواد التموينية والأساسية التي يحتاجها المواطنون، وخلوها من البضائع الفاسدة.

ووجهت الغرف التجارية الدعوة للتجار إلى التكافل مع المواطنين في الشهر الفضيل، وأن يقدموا بضائعهم بأسعار بسيطة نظراً لظروف الحصار المفروض على محافظات الوطن.

وتزداد المأساة بالنسبة للعمال العاطلين عن العمل؛ حيث تعمل الغرف التجارية بالاشتراك مع اللجنة الأهلية لدعم صمود الانتفاضة على إيجاد مشاريع جديدة لاستيعاب أكبر عدد ممكن من العمال العاطلين عن العمل، بحيث يكون اتجاه هذه المشاريع نحو دعم البنية التحتية، وذلك في محاولة منها لتخفيف آثار الحصار المفروض على محافظات الوطن.

ويقول أبو محمد السلفيتي -صاحب محل لبيع المواد الغذائية في وسط مدينة نابلس-: إنهم بدءوا بالاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك، ولكن بإحباط كبير بسبب الأوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني والتي أثرت عليهم جميعاً من حيث إن البضائع لا تصل بشكل سهل وإنما بصعوبة، وهذا أدى بدوره إلى نقص فيها.. كما أن إغلاق الطرق أدى إلى قلة التسويق خاصة وأنهم يعتمدون في هذا الشهر على المواطنين القادمين من خارج المدينة وبالذات من داخل "الخط الأخضر".

وأبدى عدد آخر من تجار المدينة استياءهم من الأوضاع السيئة التي أثرت عليهم، حيث بدءوا في استقبال الشهر بحالة من الإحباط والاستياء؛ وذلك لما تركته الأحداث من آثار سلبية على تجارتهم.

فلسطين- مها عبد الهادي- إسلام أون لاين/26/11/2000

 


back to 1 site